الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

على أنغام الصمت


عليك أن تحزم أمتعتك قبل "الصمت"، وتمضي إلى "الميني ماركت" القريب، أن تشتري ثلاث علبٍ من السجائر، وسداسية من الماء وبعضًا من المكسرات الثقيلة. بعد قليل، سيعم "صمت الغفران" على أروقة المدينة المختلطة. ستشعر بأنَّ عجلات الزمن تتوقف في محطة ما. سيتسلل الخوف قبلك إلى المركبة، خشية من هواة الحجارة "الغفورين". كن يقظًا متيقظًا، وإنَّ الله غفور رحيم.

أجننت؟ فنجان قهوة في أحد المقاهي؟ لا مكان في المكان، كل شيء مغلق، وحتى "بن غوريون العرب" صامت بفعل الغفران. اهدأ قليلاً، وحتى لو لم تكن من هواة السينما، حاول أن تستأجر فيلمًا أو أن تقرأ قصة في "الموضة" (أحلام مستغانمي أو باولو كويلو!). وما رأيك بدعوتها لعشاء سري؟ حتى لو نسيت أن تشتري لها النبيذ المفضل، ستغفر لك خطاياك في "الغفران". أدعوها إلى رقصة رومانسية على أنغام الصمت، كن حزينًا، فمظاهر الفرح مرفوضة.

في اليوم التالي، نم زيادة عن معدلك الأسبوعي. تخيل للحظة عالمًا من دون سيارات وضجيج. استفد من فراغ اللحظة واستمتع بصباح دون صحيفة وقهوة، واستفد من الكسل المتسلل إلى الدماغ و"فكر بغيرك".

وماذا لو وجدت نفسك محتلا ومخنوقًا وحزينا وبائسًا بين أربعة جدران دون أن تمتلك دراجة هوائية؟ لا بأس، هذا ثمن الديمقراطية يا عزيزي، لقد كتب الله علينا العيش في دولة "علمانية."

ليست هناك تعليقات: